October 8, 2017
ان نحرم شفاه هذه اللغة من شهد عسل العيون ، من لذة المعرفة ، هو عين الحبوط والتراجع والظمأ .
يقيننا ان في عالم الاغتراب نخبة من الاعلاميين والاُدباء والشعراء يتمتعون باستقبال الحدث وضيافة الموضوع وإشباع الفضول لمن رغب بمائدة غنية بفاكهة التعبيروالبلاغة والابداع .
.. وحتى الساعة ، نغفو ومن ثم نستيقظ لننام بعدها الى حين ..
في القرن الماضي خرجت من شرنقة الاغتراب خيوطاً حريرية أطلقت على نفسها " الرابطة القلمية "، أنشئت في نيويورك
من أدباء لبنانيين وسوريين ، ومثلها في البرازيل "عصبة الأندلس "
غلب طابع الحنين للوطن في ذياك الهرمين : الرابطة والعصبة (أدباء المهجر)
تناولا العديد من المواضيع الانسانية والاجتماعية والوطنية والقومية ما زالت متداولة خلاًقة في المدارس والمكتبات .
المثير للجدل ان هوءلاء قد عاشوا الوطن وعاشهم في قلوبهم في ظروف -مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين -
الفقر والهيمنة والتبعية وتسلط الاقطاعيين ورجال الدين والحروب والمجاعة ومن ثم النكبة وما تلاها من نكبات .
على الرغم من هذه المتناقضات مجتمعة لم تعيقهم الكلمة الشفافة والاسلوب الجذاب عن التعبير عما يختلج في نفوسهم من أحاسيس وتأملات ومعاناة وانفعالات .
وحيث ان الانسان يحيا ويفكر ويتعاطف وينفعل
وحيث اننا نحن المغتربين نعيش الْيَوْمَ ظروفاً شبه مماثلة /من قريب أو بعيد/
فلا مبرر لنا ان لا نحي من هذا القبيل ، ولادة "ملتقى ادبي"
تعلو منه الى سطح الحقيقة كل ما يجول في خاطر الانفصام الناتج عن ماض نحنً من خلاله الى الموقد وحاضر
ارتضينا به لدفىء رعاية وفًرت لنا قانوناً يحمي إنسانيتنا وتراثنا
وسنحت لأجيالنا الفرص والنجاح .
بين الماضي والحاضر جسراً نتكىء على صفحاته
المتعطشة الى قصص تروى وادب يكتب وشعر يحكى
نتعارف نتقارب ننزع فتيل الخوف والنفور والاستفزاز
لقاء المنتدى الأدبي الشهري تتحول روافده كل عام الى
منشور كتاب ،
نوكله عنواناً:
أنا من وطنٍ زُرعت
حبة شوق في تراب
كل البلدان ...