August, 30 2020
" لو لم يكن لبنان وطني ، لإخترت لبنان وطناً لي"
سأتخذ في خاطرتي هذا الأسبوع منحى بعيداً عن الدمار والخراب والتفجير وتلوين السماء بالدخان الأصفر اللون والأحمر الشبيه بهروشيما ...
سأطوي في جرائر مكتبي عناد وكيد الآمرين على الحكم - الملاحظ في احاديثهم تزعْماً - اختلاقاً للأكاذيب- المتصدرين واجهة الفساد والسرقة وحرمان الطبقة الكادحة من بلوغ شاطئ الحرية والمساواة ورغد العيش .
لذا شرطت على نفسي هذا الأسبوع ان أقفل محطات التلفزة ومقدمة حياكة الخبر والغمز من قناوات الجاريات ، اسيادهم الساسة لمضاجعة المسوؤلية والعدل والإصلاح والديموقراطية على سرير الديون والأموال المنهوبة .
على غُرّة الهلال ، سمحت لنفسي بتناول كأساً من النبيذ و" أُسرْكِلُ “ نفسي في إطارٍ استمع ضمنه الى فيروز "المحبة لا تعطي إلا ذاتها "
وَيَا " مينا الحبايب يا بيروت " فاكتشفت ان مُضي الزمن هو وحده يستهلك الإنسان وإن بعض أركان النجاة هو الغوص في أسرار هذا الكون والبحث في الحدث عن سببٍ يخاوي ألخيال ويستطرد الى نتائج تبكي وتضحك لا حزناً ولا فرح ؛ حينها استوقفتني زيارة الرئيس
الفرنسي Emmanuel Macron لإنطلياس لتناول غداً فنجان قهوة بحيث ستكون في صدارة برنامجه ، مع سفيرة لبنان الى النجوم "فيروز”...
إدراج قصر الأليزيه في صدارة البرنامج هذه الزيارة أمرٌ يسوق الفكر الى الإستغراب في زحمة السير داخل نفق اسطورة ( تشكيل الحكومة ) في بلدٍ يشبه أساطيره خلق الكون لدى هنود " المايا" والهندوس .
لا شك إن فيروز تربطها علاقات متينة مع الدولة " ألأُم " فرنسا , فقد نالت أرفع الأوسمة
من الرئيسين الراحلين فرنسوا ميتران و جاك شيراك .
العلاقة مع باريس، إتخذت عُمقاً خلال حرب "الأهالي الأشقاء" الذين ينشدون جميعاً " كلنا للوطن "في حين يحملون أعلاماً مختلفة الألوان هدية من أعداء الوطن ؛ ففي العام 1979 اعتلت فيروز مسرح الأولمبيا حيث بدأت حفلتها الشهيرة بأغنية : باريس يا زهرة الحرية ..
تُرى هل حلّ ماكرون ضيفاً على شرفة أنطلياس ليسمع :" يا فرنسا شو بقلن لأهلي عن وطني الجريح
عن وطني اللي متوّج بالخطر والريح "
هل يعقل ان يكون هذا الشاب رومنسياً الى تلك الدرجة ؟!
أم ان هناك صداقة متينة ما زالت جسراً مدّه شيراك مع الشهيد رفيق الحريري ، وعبّرت عنه Lorient le jour بعد ان نجح ماكرون من إخراج الأبن سعد سالماً من براثن السعودية ، معنونة بعبارة : “ Paris dans le role de la main divine - باريس في دور اليد الإلهية "
رئيس دولة اوروبية عظمى سيهمس في اذن مطربة لبنانية " بحبك يا لبنان" جسّدت للعالم رمز الحرية بصوتٍ كان دائماً موعداً مع الوطن ، مع بيروت ، مع القدس ..
واننا على ثقة بإن الرئيس الفرنسي على علمٍ بما قال عنها محمود درويش بعد ان انهت حفلتها في قاعة " بيرسي" في باريس في العام 1988 بأغنية " أجراس العودة فل تقرع “
( هي الأغنية التي تُنسى ان تُكبر
هي التي تجعل الصحراء أصغر
وتجعلُ ألقمر أكبر )
سأتنحى عن تحليلاتي واستنتاجاتي عن سِرُّ زيارة هذا الرئيس الشاب الرومانسي الديبلوماسي لنجمتنا فأترك للقُرّاء ايجابية التعليق ، او علها سفيرتنا تقرأ لنا في فنجانه بُعد الزيارة ؛
فهل ستتكرر " تلك اليد الإلهية في انقاذ لبنان "
أعلامي في المهجر