January 24, 2021
دونالد ترامب ليس الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي لم يحضر تدشين حلف القسم لخلفه جو بايدن .
قد سبقه على عزف هذه الأوركسترا خمسة رؤوساء بدءاً بالرئيس John Adams حيث غادر واشنطن يوم تنصيب الرئيس توماس جفرسون في العام 1801.آخرهم ترامب الذي رفض التقيّد بالمراسيم الدستورية ، بدلاً من ذلك فقد أقام مراسم مغادرة غير مسبوقة وألقى خطاباً " متلفزاً" في ال19 عشر من كانون الثاني وصول الرئيس بايدن وعائلته الى المطار الحربي في واشنطن .
خطابه جاء مخالفاً لكل الخطابات التي نشرت من قبل ، فبدا خطابه حركة لقيادة موقع سياسي جديد في صفوف الجمهوريين عارضاً جردة حساب مدافعاً عما حققه معتزاً بإنجازات السلام في الشرق الأوسط وجعل القدس عاصمة لأسرائيل .
المضحك ، الساخر قوله ان الهجوم على الكونغرس كان أمراً مروعاً للأميركيين خاتماً كلمته طالبا الصلاة للإدارة الجديدة بالنجاح والأذدهار :
ظهر واضحاً في خطابه إضطراب الشخصية وإنشطارها وتأثير نظامين مختلفين في قِيَمهِ وأخلاقه.. mental behaviour او ما يسمى cognitive psychology.
حساب البيدر طابق هذه المرة حساب القمح ، فإحتفال تدشين الرئيس ال 46 للولايات المتحدة لم تعيقه اي اضطرابات رغم المخاوف التي استدركها الرئيس المنتخب وحشد أكثر من 20 الف جندي فباتت أحياء واشنطن كخط دفاع عسكري ينتظر مفاجاءت هجوم من اعداء الديموقراطية .
بعد ادائه اليمين الدستوري ، كان خطاب الحالم بالرئاسة منذ شبابه دليلاً على ان الدولة العظمى ليست حلم تستيقظ منه فيتبخر الواقع والتحدي والقوة والفرص والامن والسيادة .
بل العكس انه حقيقة "يوم تاريخي ، واحتفال بالديموقراطية ومحاربة الكراهية والعنف ، انه مجابهة الفيروس وتحقيق العدالة الإجتماعية والأمن القومي " ..
..." أعدكم المتعة تأتي من النهار كما قيل في الانجيل " اضاف :
"ان اميركا كانت تحت الاختبار وهذا النهار سنخرجهامنه"
الررؤساء الثلاث السابقين كلنتن ، بوش ، اوباما ًيصحبون زوجاتهم الى جانب نائب ترامب السابق Mike Penceبدت على وجوههم المباركة لكلمة جو بايدن الدالة على بروتكليته ، فلا ننسى ان خبرته خلال عهدين كنائب رئيس ل أوباما أكسبته حيوية وديبلوماسي وبُعد سياسي على جميع الاصعدة .
Kamala Harris من والدين هاجرا من الهند وجميكا ، المرأة الوحيدة في مجلس الشيوخ ذات البشرة السمراء ، والاولى التي تشغل ثاني أعلى المناصب في الولايات المتحدة؛
حلفت اليمين وبدا على وجهها الثقة والقدرة على القول : " آمنوا بما يمكن ان نقوم به "
وسائل الترفيه واجواء الطرب زاد في مدرج القصر الجمهوري حنيناً وجمالاًبعد القاء الشاعرة الشابة Amanda Gorman قصيدتها الوطنية " التل الذي نتسلق "
“ The hill we climb started ... When days comes we ask ourselves , where can we find light in this never- ending shade..”
الاستثمار السياسي بحاجة الى شعر وطرب الطلة والإداء اعادتنا الى الحياة مع Lady Gaga بلباسها الابيض المطرّز بحمامة السلام ؛ JLO ابدعت كعادتها في اغنية
" This land is your land “ تبعها المغني المشهور country music , Garth Brooks ...
وجود الMask على وجوه الحاضرين أعادنا الى جناح الوباء الذي تمكن من استهداف العروش باسهم الدمار الاقتصادي واسقاط ليس ترامب وحده بل اصاب قلوب الكبار والصغار السادة والاعيان الامراء والفقراء فسوّاهم بمعادلة الخوف والهرع .
الشيء الترفيهي الذي لفت نظري هو التقليد الدي يتّبعه روؤساء الجمهورية في اليوم الاول لتوقيع القرارات والتصديق على اولى التشريعات منذ ولاية روزفلت ، حيث لا يستخدم لكل قرار نفس القلم من الحبر ، بعدها تقدم الاقلام هدية لمن يستحقها ؛
هذا المشهد أضحكني ونقل مخيلتي الى رؤساؤنا الثلاث في لبنان وسرعتهم الى اخفاء قلمهم في جيوبهم احاطة الى عدم جفاف الحبر خلال ممارستهم السلطة التي تطول..
ديموقراطية الحبر والسما زرقا ....
أعلامي في المهجر
وليد. أ. شميط