June 20, 2021

أبي ، أنا وولدي وقريباً ولد ولدي ، أربعة فصول تتعاقب على لوحة الحياة فيبدع الخالق بريشته غرس الوانِ من الأجيال تروق لها في كل جيل ان تعصر حبّات عناقيد عنب تعلو من اقدام القدر سيمفونية الوراثة لتتدحرج بعدها الى "مخزن الفضائل " وتبدأ الجذور في بسط عادات وتقاليد واستقامة تغني كل فصل - ايام رضاه يا زماني هاتها وخذ عمري -

ويبدأ البناء , بريق فجر وقدرة على استكمال الكمال ..ملهمة للمعروضات التي سيحتويها

( المتحف ) ليصبح في كل حزيران من كل عام

وبالتحديد ذكرى تكريم الاباء والذي بتحول في بعد البلدان الى يوم ديني ، ودرجت العادة ان يُقدم الورد الاحمر للآباء الذين على قيد الحياة فيما يُقدم الأبيض للذين فقدوا آباءهم ..

أغمضت عيناي .. متأملاً بالزائرين الحاملين الورود الحمراء والبيضاء وبدأت أكتب تقريراً اتعرف فيه على الإرث الحضاري والثقافي والإطلاع على الأنماط الحياتية التي عشتها في كنف والدي وتخصيصه مبلغاً شهرياً لصرفه على تنقلاتي من والى عاليه حتى عام التخرج من الجامعة في بيروت ..

ورغبة من مشاعري الطفولية بدأت أنحت بعض من ذكرياتي لتدل على سلاسة المشاهد ونقل الحدث المضحك في مراحله والمعبر عن فنون مرئية تزيد المتعة في خيال الزائرين من الأجيال المتعاقبة على هذا المتحف الذي أطلقت عليه ( متحف اللوفر لاطلال الآباء )

اللوحة الاولى لاتغيب عن بالي ، ففي كل عيد أضحى كانت تسرُّ والدتي على والدي لشراء اجمل الملابس وأحذية غالية الثمن ، ومن شدة تعلقي بحذائي الاسود الجلدي حضنته في سريري ليلة وقفة العيد منتظرا بفارغ الصبر بروز يوم العيد

اللوحة الثانية هي نتيجة الامتحان الفصلي ، ينتظر الوالد التقرير على أحرٌ من الجمر ، في خانة التعليق جملة رافقتني طوال دراستي الإبتدائية :” ذكي ومجتهد ، لكنه كثير الحركة في الصف " ، السبب كنت أعيّن نفسي محامياً عن الطلاب الذين يختارهم بعد المدرّسين ك " فشة خلق “

وبإيجاز سوف اذكر اجمل متعتين الأولى عند اصطحبنا الى حفلة السيرك في اواخر الخمسينات ، كانت فرقة اجنبية عالمية تُعرض في مدينة باريس الشرق بيروت ~~,

وكيف انسى افلام Garry cooper و John Wayne الممثلين المحببين لوالدي مشاهدت عرضهم في سينما " طانيوس" في فصل الشتاء يتأبط ذراعي وأخي ليشعرنا بالنضوج وحنان والد يستحق التهاني كل عام في جيله المنتقل اليه ب Happy father day

ومن واجبي ان احدّق النظر في قرنة زاوية متحف اللوفر وبالتحديد بلوحة المونوليزا الاكثر شهرة في المتحف الباريسي لأستقي من جمالها هدية تفتح صندوقاً مليئاً بحبات امومة الّلولو وصياغة لوحات من الجمال تتناثر منها التضحية وشهادة الشكر والتقدير لمثالية زوجة اطلق عليها اسم Rose تناثر عبيرها على ثلاثة فتيات جامعيات ووكيل العهد احتللن في صدر المتحف سرية الإبتسامة الصادرة أبداً من قلب نقي كنقاوة سحر طبيعة ألخالق وروعة ابداع القول :

Previous
Previous

June 12, 2021

Next
Next

May 13, 2021