August 4, 2021
القصف الذري الهيروشيمي أصاب شعب لبنان مرتين ، السادسة وثماني دقائق من نهار الرابع من آب ، تبعه توقيع عريضة من أشباح البرلمان تقتضي بعدم رفع الحصانة عن نواب أخلّوا بواجبهم وامانتهم الدستورية في ادارة المرفأ منذ العام 1991 , فتركوا الحبل على الجرّار مما أدى الى جريمة الإنفجار ؛
الحجة تقترب من مراسال ال LBC مالك الشريف بنوبة ارتجاف داخل المستشفى الغارقة بالمصابين والضحايا ، تسأله بصوت استنفدت فيه كل امكاناتها وقواها الجسدية : يبني شفتلي صورة هلْشب .. انه طويل القامة جميل الوجه ، عيناه عسليّتين .. اسمه ..
حالة من التشنج وارتجاف الصوت سببت للمراسل الكتمان بعد قرآءة اسمه في لائحة الشهداء وعثوره على ابن الحجّة الجميل الطلّة ..اعتذرت دموعه منها وهرع الى الخارج يجهش بالبكاء ...
" من يسكن الروح كيف للقلب ان ينساه "
رواية محمود دعيبس تتقطع لها شرايين القلوب ، عشرة من الدفاع المدني اخوة له لم تلدهم امه ، قد تلاشت جذور بنيتهم فالتقطهم السماء الى جوار حدائق جنة النعيم .
والد الشهيد شربل متّى ، يبكيه بحرقة كل يوم .. "لقد دفنت جسدي معه "
- [ ] أخت الممرضة جسيكا ، ما زالت تنتظر عودتها ، وعدتها ولم تعد بعد ..
طفلة الخمس سنوات ، جميلة المحيا ، حسناء فراشة طارت اشلاء ولم تستطع جناحاها ان تعيدها الى صدر والديها ..
تحقيقات اجنبية ابدت نشاطاً في البدء منها فرنسية واخرى تابعة ل الاف بي آي ؛
تصريحات من سياسيين بوالين هواء سرعان ما تبخرت مع الهواء " وحياة اللي راحوا بدكم تتحاكموا "
بعض التسريحات الاعلامية اظهرت بعض الخبايا , الا انها لم تبدد الغموض ؛
النائبة المستقيلة يعقوبيان طرحت استقالة جماعية من النواب لافشال فكرة اقامة لجنة تحقيق برلمانية ؛
الاعلامية الجريئة ماديلدا فرج الله تبنت في مقابلة على الهواء بعدم محاكمة القضاء اهالي الضحايا في حال انتقامهم من المسؤولين السياسيين ؛
وزيرة الاعلام المستقيلة عبد الصمد ، تعتبر ان الانتقام يحول البلد الى عالم الغاب ، هذا الزلزال بحاجة الى عدالة القضاء ؛
القاضي النزيه طارق البيطار يعمل جاهداً لرفع الحصانة النيابية والبدء في استجواب الطبقة الحاكمة .
ثماني وعشرون عاماً ، لجنة مؤقتة بقرار من مجلس الوزراء منذ العام 1993 تدير المرفأ ، يجدد العقد كل حين بقرار من مجلس الشياطين ..
هيومن رايت Human right ، مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أخذ قراراً بالبدء بالتحقيق والكشف عن المسؤلين في انفجار العنبر رقم 12..
العدالة قد تكون العزاء الوحيد لضحايا الانفجار وان بدرجات متفاوتة ، لكنها تبدو طيف بعيد ؛
حجر الزاوية هو القضاء يصرًُ عليه نقيب المحامين ملحم خلف ، " اليوم هو فرصة القضاء امام امتحان لاعطاء الثقة "
وتابع .." غداً سننطلق مع اهالي الضحايا من امام القصر العدلي الى المرفأ لاحقاق الحق ..
غداً ستزهر العدالة "..
يوافقه على ذلك رئيس الدولة ميشال عون بقوله :"العدالة ستتحقق حتماً ، راح تظهر الحقيقة وراح تنهض من جديد -بيروت -"
ومع ماجدة الرومي نستمع الى اغنية بيروت :
قومي من حزنك ، قومي من حزنك ، ان الثورة تولد من رحم الاحزان .."
أعلامي في المهجر
وليد أ. شميط