November 28, 2021

...سألوني الناس عنك سألوني , إلتلهم راجع أوعا تلوموني :

حرص الصديق الكاتب يوسف عبد الحق ان يدرج عنواناً لإحتفال الثامن والسبعين من ال 22 لتشرين الثاني ، رغبة وطنية للتذكير على ان المناسبة ليْسةعرضاً عسكرياً وتحليق طائرات فوق سماء مباحة للعدو بخرقها ساعة يشاء ، ومزاجاً لركب الخيل الفارسي واستراحة الناقة السعودية فوق حرية الرأي وسيادة الدستور ؛

حديقة جبران خليل جبران على مساحة من الأرض في شمالي مدينة إدمنتن- كندا ، الأرض مقابل مشاركة المغتربين لذكرى - النكسة - نكسة الاستقلال منذ تاريخ مؤتمر " ألطائف " المناط تسليم حقائبه الى أبطال مجرمي الحرب الأهلية والتي نتج عنها أي / الحقائبُ/ توزيع ما في داخلها من غنائم الى إدارة مربعات خانت العهد وضجعت في سرير العار ..

الاغتراب وحديقة جبران هما المدرسة الهرمسية ، ماناساروبا ، مانا العقل وساروبا الواحة والتي توضح تبيان واحة “ حديقة جبران خليل جبران" والتي تعبّر عن تمسك المغتربين بالمطالبة باستقلالية بناء الإنسان والتزام المساواة ، بدلاً من بناء الاسوار حولى قلاع سرائر العار التي يغفو فيها الضمير ويتاح من خلال جدرانها تدجين الإنسان وبيعه في سوق النخاسة .

المرادف لهذه المقارنة ما ذكره عبد الخالق (our aims is to disseminate Gibran’s innate convictions , and the focus of his ubiquitous message and the beauty of mankind -

اهدافنا هي نشر قناعات جبران الفطرية ، وتركيز رسالته الجمالية البشرية في كل مكان )

هذه المبادرة الوطنية التي ذكرتم في عيد الاستقلال الحزين لا تتم الا بانتساب ممثلين عن جميع الجمعيات المسيحية والدرزية والسنية والشيعية والناشطين في حقول الاعلام وومؤسسي الجمعية الثقافية والفنية وخريجي الجامعات من شابات وشباب يفرض علينا الزامهم بالالتحاق بهذا التنظيم التراثي النضالي .

وكم رغبت ان تتنادوا جميعاً الاسبوع الماضي الى حراك ثورة تمرد لا عنفوية حضارية ، في ادمنتن تطالب اسقاط عهد المافيات واحلال النظام العلماني البعيد عن الدويلات التي تحكمها الاحزاب الطائفية المتمثلة في مجرمي حرب طعنوا سكاكينهم في ظهر وطن كان واجهة الحضارة في الشرق الاوسط.

تريثت في نشر مقالي في اليوم الحزين ، مشيئة مني ان احاور بعض الاصدقاء الضالعين في مفهوم الاستقلال فعبّر عنه السفير السابق الاستاذ مسعود معلوف : واصفاً اياه بذكرى الاستقلال وليس بالعيد

ومالت الصديقة الصحافية الثائرة السيدة عائدة فياض الى القول : " لن يكون حل ولن يكون استقلال مع هذه الطبقة السياسية الفاسدة ولن يكون انفراج مع هذا الالتصاق بالكراسي وتوارثها , الحل في استقالة هؤلاء او ازاحتهم بالقوة ولو بقوة خارجية ، لان الاستقلال لم يتحقق معهم انه استقلال مسلوب في زمن استغلال مندوب "

انه ذكرى وإستقلال مسلوب ، وليس بعيد

فالعيد هدية من الله انه " الجمال ونقاوة القلب the beauty and goodness "

طيبة النفس واحترام الذات ونقاوة القلب ، بصراحة المشهد لم تنعكس لا بالقريب ولا بالبعيد على وجوه الثلاثة الجالسين في مقدمة العرض العسكري حيث التبس عليهم صورة إمرأة مطلّقة تسعى الى الزواج برجل يحفظ لها وثيقة زواج مشروطة بعدم الاضطلاع على ماضيها المغموس بالرزيلة والعهر والخيانة ..

في الجانب الآخر لهذا العرض نجحت الى حد ما تلك التنظيمية التي ضمت العديد من الاتحادات والنقابات بمسيرة سلمية تحت شعار : شعب ، جيش ، قضاء

People , Army , justice

حملني خيالي متنقلاً بين الجموع تسبقني قدماي الى شارع مجلس النواب ، التفت ورائي حاسماً ان الجموع تتبع مسيرتي ، حملت رافعاً لائحة استوحت من جان جاك روسو في كتابه ( الحقوق الاجتماعية ) والذي يسمى ( مبادئ الحقوق السياسية )حبي حمل روسو على عدم المساواة وناضل على حقوق الانسان , ان الشعب وحده هو صاحب السيادة فتحقق هذا النظام بعد ثلاثين سنة حيث أُتخذ " العقد الاجتماعي “ انجيل الثورة الفرنسية ...

رديفان كان خيالي بغرسهما في ذكرى ال78 من الاستقلال ؛ دخول تلك الحشود النقابية

الى مجلس النواب بانجيل الثورة وطرد بعد اكثر من ثلاثين عاماً ممثلين عن الطوائف عبوّا سلالهم بمليارات الدولارات وحرمان الشعب اللبناني من رغيف الخبز وحبة الدواء وعلب الحايل للاطفال ...

الرديف الثاني ما تجرأ على ذكره الرئيس عون عن الفساد والفاسدين :(ايها اللبنانيون : لا تدعو اليأس يتسلسل الى قلوبكم ، أعيدوا ثقتكم بدولتكم ومؤأسساتها ، حاذروا التطرف ورفض الآخر ؛ راقبوا جيداً منظومة الفساد وأمامكم قريباً لإيقافها فلا تهدرونها )

خيّم على بالي المثل اللبناني الساخر " الف دعوة ما مزّقت قميص ، وألف زلغوطة ما جودت عريس " ها ها ..

لقد كبّر فشخته في هذا الخطاب ، سمعته حتى النهاية وفي كل نداء كنت ألقّم فاه بلقمة العدالة لتلمس شفتيه فيعلن عن استقالته فيدخله المولى الجنة بعد ان ادخل عهده الجهيم .

ترى هل المئتي والاربعين الف مغترب الذين سجلت اسماءهم في جميع القارات للإلتحاق في الانتخابات - التي نتمنى ان لا تذهب مع مجرى الريح فتلغى - كما يشاع ؛

هل سيأتون بنواب ثوريين حياديين علمانيين مهيئين وقادرين على تحقيق متطلبات الكرامة الإنسانية والمساواة وبناء طاقات الإبداع الحضاري المتحرر من قيود سلطات القمع والتسلط والمراقبة المذهبية المريضة .

.. قلتهم راجع اوعا تلوموني .. هل سيرجع يا فيروز الاستقلال والكرامة والعزّة ..

دخيلك قوليلي ..

إعلامي في المهجر

وليد أ. شميط

Previous
Previous

January, 3 2022

Next
Next

November 15, 2021