October, 18 2020
أين انت يا ساعي البريد...ماذا حلّ برسالتي ، لقد أرسلتها العام الماضي خلال إنتفاضة السابع عشر من تشرين . لم أنسى طابع البريد الذي يحمل صورة الثورة في أحشائه ، لقد ألزقته بشدة باهمي على الظرف ..
العنوان واضح من وإلى ...
من مُغْتربٍ مخضرم إرتدى قمصاناً تارة تحمِلُ صور " جيفارا" وتارة صور عبد الكريم الخطابي (المجاهد المغربي) وعبد القادر الجزائري وسلطان وسعادة وسلطان وعرفات والناصر والصدر والكمال ...
.. وضمنت الظرف الرسالة الى : الفقراء والمسلوب حقوقهم والمنهكين والجائعين والمظلومين واللاطائفيين في الشمال وساحة الشهداء والجبل والبقاع والجنوب ؛
ووقعت في داخلي الغيرة ونمت الغرابة في ظني ، ترى لما لم أتلقى الجواب ..
.. وأعيد سؤالي لك يا ساعي البريد ، هل سرق أحدهم دراجتك الهوائية ، لِنقُل قد حصل ، سؤالي لك ألم تقرأ سيرة "كيفن كوستنر" ساعي البريد الذي أعاد السلام الى العالم منتطياً ظهر بغله ، او ساعية البريد " إميلي تشابل " ووحْيُها باصدار كتابها " ماذا يدور حولك"
مهنتك سيراً على الأقدام نكنّ لها الإحترام ، مسعاك جواز سفر يوصل أرقُّ الكلمات للعاشقين الذين فرشوا أرض الشوارع رغم القنابل المسيلة للدموع ورصاص المطّاط وانابيب سلطة المياه المملؤة خزاناتها بدموع جيش أُرغم على قذفها تحت طائلة الحكم العوني وذيول نظام منح تلامذة الطائف شهادة الأشقياء ، حفظوا القراءة من كتب إيرانية وسعودية وسورية واميريكية وحتى إسرائيلية وأردوغانية ، فيا حسرة على مخططات الضمائر والوجدان والاستقلال والعلمانية والعدالة والمساواة تُمزّق وتُلقى من شبابيك قصورهم وحقن جوهر أرسطو من انفسهم بوباء أشد فتكاً من الكورونا .
وتنهار المعايير ، ويتوازن الرعب ويحاط اليأس برغيف الخبز وتلتهب الحناجر وتهون القوى فلم تعد الخناجر تقوى على التغريد في خصر المزارع الطائفية ..
فعلى صعيد الظن والفرضية بدأت البورصة التحررية تنخفض الى مستوى تسميتها القصر الجمهوري ( التحركات الشعبية ، لا إصلاح ممكن خارج مؤسسات ) الاربعين حرامي .
حديثه شبيه بحرب (طالوت وجالوت )
انتصار الاقلية على الاكثرية ؛
فيا ساعي البريد أين رسالتي .. عجباً ألمْ تصل بعدهما من الثورة الى صناديق البريد ، هل طهّرها البخور السحري ام انها غوطِّست في تابوت الميثاق وشُربت مياهها .
تباً لك يا " بوسطجي" لقد أضعت رسالتي ،
انني حزين ، ترى هل دفنت مع ضحايا المرفأ؟؟؟
رجائي يا ساعي البريد ان تنقّب عن رسالتي وتسلمها الى من رفع بالامس شعلة الثورة في مرفأ بيروت وأضاء تقاسيم عود نشيد " الثورة تولد من رحم الأحزان"
إعلامي في المهجر
وليد.أ. شميط